top of page
بحث

اليوم العالمي للطفلة: كيف يؤثر اختيار المهنة في سن مبكرة على مستوى الدخل في المستقبل؟

عندما نطرح لأول مرة السؤال: "ماذا تريد/ين أن تصبح/ي عندما تكبر/ين؟"، تبدأ عملية التوجيه التي نعرفها جميعًا لأطفالنا. تحلم الفتيات بأن يصبحن معلمات أو ممرضات، بينما تطمح الأكثر حلمًا بينهن إلى أن يصبحن أميرات. أما الأولاد، فيحلمون بأن يصبحوا رجال إطفاء، أو شرطيين، أو محاربين، أو رواد فضاء.وبينما نميل إلى الاندهاش بهذه الأفكار والأحلام البريئة، فإن اختيار المسار المهني في سن مبكرة له تأثير مهم على المستقبل الاقتصادي لكل طفل من أطفالنا.

الاختلاف في الإجابات، الذي تبدو في البداية بريئًة وجميلًة، يتسع مع مرور السنوات—في المدرسة، في المرحلة الثانوية، وفي الجيش. ومع مرور الوقت، تزداد الفجوة، ويصبح تأثيرها ملموسًا طوال الحياة، حتى تؤثر في النهاية على القدرة على كسب الرزق في سن البلوغ.





ما تأثير الجنس على اختيار المهنة؟

لا يتأثر اختيار المهنة في سن مبكرة فقط بالصفات الشخصية، بل يتشكل أيضًا بفعل التصورات الاجتماعية والثقافية. حتى في عام 2024، لا تزال الأبحاث تشير إلى وجود فجوات كبيرة بين النساء والرجال في مختلف المهن. فبينما تميل النساء إلى اختيار مجالات التربية والتمريض كمهن مفضلة، يتجه الرجال تلقائيًا نحو المجالات التكنولوجية والهندسية—وهي مجالات تُعرف منذ البداية بإمكاناتها العالية لتحقيق دخل مرتفع.

يبدأ هذا في سن أصغر مما قد نتصور. فقد أظهرت دراسة أُجريت في جامعة شيكاغو عام 2020 (1) وجود علاقة إيجابية بين اختيار التخصصات التكنولوجية في سن مبكرة وبين تحقيق دخل أعلى في مرحلة البلوغ. كما بيّنت الدراسة أن النساء يمِلن إلى اختيار مسارات مهنية "نسائية" منذ المرحلة الثانوية، مما يقلّص فرصهن في كسب أجور أعلى مستقبلاً، ويحدّ أيضًا من قدراتهن ومن انفتاحهن على مجالات عمل تتجاوز المعايير التقليدية.


اذن لماذا يحدث هذا؟

توجه الشباب نحو التخصصات الجندرية ليس أمرًا عشوائيًا على الإطلاق. إنه نتيجة للتوجيه الجندري الذي يحدث منذ سنوات طويلة، في الغالب دون قصد. الفتيات يتلقين تشجيعًا أقل لاختيار مجالات تكنولوجية وعلمية، وهذا بدوره يؤدي إلى نقص في الثقة والرغبة في التوجه إلى هذه المجالات. بالطبع، يحدث ذلك بحسن نية من خلال الأسرة والمجتمع اللذين يخضعان أيضًا لأنماط اجتماعية معينة وينقلونها للأجيال التالية. ومع مرور الوقت، نلاحظ أن الفجوة تتسع بشكل أكبر.

"على سبيل المثال، هناك دراسة من جامعة هارفارد عام 2018 (2) أظهرت أن الفتيات يبدأن في التشكيك بقدراتهن في مجالات العلوم والرياضيات عند بلوغهن سن السادسة! هذه الظاهرة تُسمى في البحث "فجوة الثقة"، على الرغم من أنه لا يوجد أي فرق في القدرات العقلية الفطرية بين البنات والأولاد. وهذا ما يؤدي إلى أن العديد من الفتيات يكبرن ليصبحن نساء يتجنبن اختيار مجالات تكنولوجية أو علمية، ويفضلن التوجه نحو مجالات تُعتبر أكثر "أمانًا" لهن كنساء."


كيف يؤثر ذلك على الأجور؟

 نحن جميعًا نعلم أن هناك دخلًا أعلى في المهن التي يُعتقد أنها "رجالية". الحقيقة هي أن الرجال ما زالوا يحصلون على رواتب أعلى بنسبة تقارب 30% من النساء، وهذه الفجوة ما زالت تؤرق العديد منا، وهذا بالضبط ما يجب أن نسعى لتغييره. صحيح أن البعض قد يقول إن الرجال يكسبون أكثر لأنهم يعملون في مهن أكثر ربحية، لكن هنا تكمن النقطة التي يجب أن نركز عليها لتقليص هذه الفجوة. التوجيه المهني واختيار التخصصات منذ سن مبكرة هما اللذان يحددان الإمكانات المستقبلية للدخل، وهما ما يحافظان حاليًا على فجوات الأجور.

للأسف، ما زلنا نواجه حالات يعمل فيها الرجل والمرأة في نفس الوظيفة بنفس مستوى الجهد والصعوبة، ومع ذلك يحصلون على أجور مختلفة. وفي بعض الحالات، حتى النساء في المناصب الإدارية يحصلن على ترقيات أقل. من الممكن القول إن الأمر مرتبط بالعرض والطلب، ولكن كلما زاد عدد الأشخاص في مجالات التكنولوجيا والعلوم، زادت قدرتنا على معالجة هذه الفجوة وتقليصها.


إذن، ماذا يمكننا أن نفعل؟

 يجب التعامل مع النقص في المساواة الجندرية في اختيار التخصصات المهنية وقدرة الأفراد على كسب الأجور منذ البداية، ويجب تطبيق استراتيجيات تربوية تشجع الفتيات والشابات على الإيمان بقدراتهن. تشير العديد من الأبحاث إلى أنه من خلال دمج نماذج تعليمية صحيحة في البرامج الدراسية وتعريف الفتيات بالمجالات التكنولوجية منذ سن مبكرة، يمكننا أن نكسب جيلًا جديدًا من الفتيات اللواتي يهتممن بالبرمجة والعلوم تمامًا كما يفعل زملاؤهن الذكور في الصف.

من الممكن ملاحظة أن هناك العديد من المبادرات التي تُقام في أنحاء البلاد لتقديم التشجيع والتأهيل للنساء في مجالات التكنولوجيا، مثل مبادرة "هي تبرمج" أو "لها تطوير لعبة"، التي توفر للنساء أدوات عملية ولكن، بشكل أساسي، تمنحهن مشاعر القدرة في المجالات التكنولوجية المختلفة. من المفترض أن تكون هذه المبادرات مرحبًا بها، لكن يجب أن لا ننسى أن التشجيع والشعور بالقدرة يجب أن يبدأ أيضًا من البيت.

علينا أن نشجع بناتنا على الحلم بالأهداف الكبيرة وعدم تقييد أنفسهن في مجالات "آمنة". كل فتاة ترغب في العمل في البرمجة أو الرياضيات قادرة على ذلك ويجب أن تحصل على الدعم الكامل والتشجيع، حتى في اللحظات التي ترغب فيها بتوسيع آفاقها أو عندما تواجه صعوبة. الهدف في النهاية هو أن كل فتاة تريد أن تحقق طموحاتها يجب أن تتمكن من ذلك، في أي اتجاه تختاره. ومن جانبنا، نحن ببساطة قادرون على منحها الأجنحة والثقة بأنها قادرة على العمل في أي مجال تريده.


الكاتبة: بينينا أستنوفسكي - عمل متساوٍ.


مصادر:


 
 

Comments


  • YouTube
  • לינקדין
  • פייסבוק
  • Instagram

بيان إمكانية الوصول| جميع الحقوق محفوظة لموقع العمل المتكافئ ( شركة ذات منفعة عامة)|  بناء وتصميم الموقع

bottom of page